هل من نور في نهاية نفق ازمة الاتحاد العراقي لكرة القدم؟
الأحد 18 أكتوبر 2009
القسم: الرياضة
بغداد - علي عبد الخالق ـ
ماهو السبيل للخروج من الازمة التي تعيشها الكرة العراقية؟ فالتأخير في اجراء الانتخابات سبب أزمة عميقة ومستمرة، ويمكن أن نرى نورا في نهاية النفق بمجرد التوصل إلى حلول منطقية عبر تقريب وجهات النظر،
حتى لايتعرض الاتحاد إلى عقوبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الذي أستعداه رئيس الأتحاد حسين سعيد ضد بلده , غير أن الحلول يجب ان تمر عبر مرونة بين طرفي القضية من خلال الحوار للخروج من الازمة التي هو فيها .
ان المطالبات المنطقية للدكتورعلي الدباغ المشرف على انتخابات اتحاد الكرة في إجراء الانتخابات في موعدها المقرر تلقى صدى واسعا في الشارع الرياضي العراقي، وكان الدباغ قد صرح قائلاً " ان الثلاثين من الشهر الجاري هو محدد ثابت ونهائي لإجراء انتخابات الاتحاد العراقي بموجب القانون 16 الصادر في عام 1986 " وهو القانون الذي ينظم انتخابات الاتحادات الرياضية ومنها الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يقضي بتحديد مشاركة الأندية المشاركة في آخر دوري ممتاز لكرة القدم وهو 28 ناديا ، في الانتخابات المقبلة وهو العدد الذي يشكل عدد أعضاء الهيئة العامة .
ويعكس قول الدباغ "إن الحكومة العراقية صبرت كثيراً على الاتحاد العراقي وخروقاته وتجاوزه على اللوائح الإدارية والقانونية وبات الأمر لم يعد محتملا " ، رغبة جماهير الكرة العراقية للتخلص من أدارة أتحاد الكرة الحالي غير الشرعية، فقد اكد الدباغ ان لاخيار آخر سوى الاستعانة بقانون رقم 16 الصادر في عام 1986 والاعتماد على لوائحه ونصوصه القانونية بعد ان وجد مجلس شورى الدولة بانه ما زال قرارا ساريا ونافذا، وان تفاصيل هذا القرار بحسب الدباغ تجيز للأندية المشاركة في آخر دوري المشاركة فقط في التصويت والترشيح للانتخابات ومن تثبت ضده مخالفات مالية وقانونية يجدها القضاء ويحددها لن يسمح له القضاء بالترشيح.واتهم الدباغ أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم بالمماطلة وعدم إقرار لوائح للانتخابات منسجمة مع القوانين العراقية ولعب الاتحاد دورا في تأجيل الانتخابات أكثر من أربع مرات وعمل على الحصول على التمديد أكثر من ثلاث مرات وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه وقد نفد صبرنا عن هذه التصرفات. وقد خول الدباغ رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي بالتنسيق مع الأندية بخصوص العمل على وضع ترتيبات تتعلق بتأجيل الدوري وكذلك تحديد مقر اللجنة الاولمبية لتسليم كتب الترشيح للانتخابات المقبلة وفق مواعيد كما هي المدة بين الحادي عشر والسابع عشر من الشهر الجاري موعدا لتسليم استمارات الترشيح وفي العشرين من الشهر ذاته سيتم تسلّم القوائم والمدة من الحادي والعشرين الى الخامس والعشرين خصصت لتسلّم الطعون وسيكون السابع والعشرون يوم الإعلان عن القوائم النهائية.
وتحظى دعوات الدباغ بمساندة قيادات رياضية كبيرة ، إذ طالب رئيس إدارة الزوراء سلام هاشم ورئيس إدارة ميسان علي جبار بإجراء التغيير في شكل الاتحاد الحالي وقال هاشم : نحن حلقة مهمة في الهيئة العامة وتطالب بالتغيير مهما كلف الأمر من عقوبات او غير ذلك ونحن مستعدون لتحمل إي تبعات ، بينما ذكر جبار: لقد أمضيت أكثر من 22 سنة رئيسا لنادي ميسان وأطالب بتغيير الاتحاد ، بينما ذهب رئيس ادارة نادي ديالى رفعت عبود ابعد من ذلك عندما قال : كانت هناك خروقات مالية وإدانة فعلية لأعضاء الاتحاد الحالي ، اذن هل يجوز السماح لهم بالمشاركة بالانتخابات فمن المنطقي ان لا يسمح لهم بالمشاركة .وأجاب الدباغ على هذه التساؤلات قائلا : هناك مخاطبات وإجراءات لديوان الرقابة المالية يفضح مثل هذه الخروقات وسيأخذ القضاء العراقي دوره بعملية عدم السماح لأعضاء الاتحاد بالمشاركة.وتطرق ممثل نادي كربلاء محمد هاشم بأنه يحمل تخويلا من مجلس المحافظة والمحافظ وكل الدوائر الرسمية للمساهمة الفاعلة في هذا الاجتماع والعمل ضمن الجهد المبذول لحل مشكلة الكرة العراقية .
على صعيد متصل تسائلَ أنور جسام رئيس اللجنة المكلفة للإشراف على انتخابات اتحاد الكرة عن مصير الأموال التي درّت على الاتحاد العراقي في بطولة كأس القارات مشيرا الى ان قيمة الاموال بلغت مليون دولار ونصف المليون .
فيماشنّ أمين سر الاتحاد العراقي السابق لكرة القدم أحمد عباس هجوما على رئيس الاتحاد الحالي ونائبه ناجح حمود والأمين المالي عبد الخالق مسعود لتلاعبهم بقوانين الاتحاد ولوائحه مشيرا الى ان قانون الاتحاد يؤخذ الى عمّان للتداول .
الى جانب آخراتهم عباس الاتحاد العراقي بانه سيقف وراء حرمان الشباب العراقي من ممارسة كرة القدم اذا ما طالت عقوبات التجميد الكرة العراقية وطالب عباس الدباغ بالذهاب الى (فيفا) مع جلب مذكرة موقعة من قبل أعضاء الهيئة العامة البالغ عددها 28 شخصا على حد قوله.
بيد أن مقرر لجنة الشباب والرياضة البرلمانية حيدر الجوراني" للأسف الشديد ان الدكتور علي الدباغ غير متعاون ،ولم يلتق بأعضاء لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ,وان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم قدم شرحا من خلال النائب الاول لرئيس الاتحاد ناجح حمود خلال اجتماعه باللجنة اوضح فيه كل الامور الخاصة بعمل الاتحاد والمشاكل والمعوقات التي تعتري مسيرته ".وهي دعوة لا تجد تجاوبا من الرياضيين، وربما سيسبب هذا القول للنائب الجوراني حرجا كبيرا.
ولا تلقى أتهامات حسين سعيد للدباغ بالتدخل تجاوبا من الرياضيين ، أذ اتهم حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي علي الدباغ بالتدخل في عمل الاتحاد قائلاً " ان الدباغ أخذ يتدخل في كل شيء في عمل الاتحاد وآخر تلك التدخلات سافر إلى قطر والتقى ابن همام دون علم الاتحاد و أن الدباغ أصبح خارج حسابات الإشراف على انتخابات الاتحاد، والاتحاد هو من اختاره للأشراف على ملفه الانتخابي وله الحق في إبعاده منه"واضاف " ان الدباغ ارتكب أخطاء كثيرة، حيث كنا نريد منه أن يشرف على اللجنة الانتخابية بتوفير الحماية للمراقبين الدوليين الذين يحضرون تلك الانتخابات من (فيفا) والاتحاد الآسيوي والاتفاق مع قضاة لكي يشرفوا على الانتخابات وحضوره إلى مكان الانتخابات".
وأذا كانت وزارة الشباب والرياضة أعربت عن قلقها إزاء مايحدث من تجاذبات في الوسط الكروي بشأن الانتخابات المقرر إجراؤها في الثلاثين من شهر تشرين الأول أكتوبر الحالين لإانها عمليا تقف الى جانب دعوات التخلص من ألأدارة الحالية لأتحاد الكرة، كذلك فعلت الأندية الرياضية عندما قرر 22 نادياً يمثلون جانباً من الهيئة العامة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وتفويض الدكتور علي الدباغ بإدارة ملف الانتخابات وفق الإجراءات القانونية المطلوبة , وان اتحاد الكرة وقع بأخطاء أخرها إقامة دوري عام بمشاركة 43 فريقا في سابقة خطيرة لم تحصل في تاريخ الكرة العراقية حيث أن القرار وضع بتسرع وهو غير مدروس وإرضاء للبعض وسيتسبب بتراجع إلى الأسفل في وقت نأمل أن يتكاتف الجميع من اجل تطوير مستوى الكرة العراقية.
إن الكرة العراقية هي من تدفع ثمن إصرار أعضاء الاتحاد البقاء بمناصبهم لمدة زمنية أطول عبر رفض إجراء الانتخابات, و إن اللعبة الشعبية الأولى في العراق هي من تدفع الثمن عبر احتفاظ أعضاء الاتحاد بالبقاء بكراسيهم لمدة أكثر من خمسة أعوام بعد انتهاء ولايتهم الأولى .