رالي الاردن ... قصة نصف قرن من العطاء
عمان - هبة الصباغ -يحق لنا في الاردن ان نفخر باستضافة جولات بطولتي الشرق الاوسط وبطولة العالم للراليات.
فقصة الراليات في الاردن لم تكن وليدة الصدفة ولكنها قصة عطاء تمتد لاكثر من نصف قرن حيث نستقبل ابطال الشرق الاوسط للراليات وكذلك سنستقبل ابطال العالم في ربيع العام المقبل وجيشا يمثل الشركات الصانعة واطقم الصيانة والأطقم الادارية المحترفة العاملة مع الفرق العالمية التي تتنافس على زعامة الرالي العالمي.
قصة بدأت منذ عشرات السنين، نلتفت فيها اليوم الى التاريخ الجميل ونتطلع بثقة اكبر ونحن على بعد ايام قليلة من انطلاق منافسات رالي الأردن الجولة قبل الاخيرة من بطولة الشرق الاوسط فيما العام المقبل سيكون فيه نيسان شهر المنافسات والنجومية .
كنا الرواد في تنظيم اول رالي دولي في الشرق الأوسط عام (1981) والرواد في تنظيم بطولة الشرق الأوسط (1983) وها نحن نواصل الريادة في استضافة واحدة من جولات بطولة العالم للراليات (W.R.C).
مثل هذه الرحلة لم تتحقق بمجهود فردي بل كان الدعم الملكي هو الأساس، فقد ساهم في دفع عجلة رياضة السيارات الى اعلى المراتب، كيف لا والمشاركة الملكية الدائمة كانت جنبا الى جنب مع ابناء الشعب والأشقاء من الوطن العربي والأصدقاء من دول العالم.
فقد كان المغفور له الملك الحسين بن طلال رمزا لرياضة السيارات في المملكة وكان منافسا منتظما في سباقات السرعة، الكارت والراليات. وسجل رقما قياسيا في السرعة في تسلق تل الرمان بقي حتى عام 2001.
وفاز جلالة الملك عبدالله الثاني مرتين بلقب بطولة الاردن الوطنية للراليات في الثمانينات وكان سمو الامير فيصل بن الحسين يشارك كملاح كما كان الامير فيصل القوة الدافعة لاستضافة الاردن لجولة من جولات بطولة العالم للراليات، وقاد حملة الاردن للانضمام لبطولة العالم بصفته رئيس مجلس ادارة الشركة الاردنية لرياضة السيارات.
ومنذ البداية الصعبة والتنقل من مرحلة الى اخرى بتضاريس مختلفة ومتنوعة من رمال الصحراء الذهبية الى الغابات والسهول الجميلة وصولا الى البحر الميت كانت التجربة الأردنية تسجل نجاحات تلو نجاحات.
ومن دولة الى اخرى والصعوبات التي وقفت امام الراليات بسبب الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، كان الدور الأردني يزداد أهمية ويتوسع ليجد الحل المناسب لتواصل المسيرة بفضل تميزه بالاستقرار والأمن وبما حظي به من حب الآخرين فكان القرار الدولي بان تكون الأراضي الأردنية مسرحا للمنافسة العالمية.
من هنا لم تكن طريق العالمية مفروشة بالورود بل كانت محطات ومراحل لم يقطعها الا من تسلحوا بالعزيمة والاصرار من أجل رفعة اسم الوطن .